يا عزيزي لقد هزمنا من الأصدقاء من الأحبة والأقرب إلي قلوبنا ، ومن كنا نظن بهم خيراً ، لم تأتي هزائمنا ابداً من الاعداء ، ولكن أنا أحب مساحتي الخاصة ، أحب حدودي التي أصنعها ، أحب الأشياء التي لا أحد يعرفها عني ، أحب خصوصيتي مع نفسي وعدم وصول أي شخصاً لها مهما ظن أنه وصل .
يا عزيزي لا تتوقع من نبتة الصبار أن تثمر لك التفاح ، حاول أن تعرف أصل الأشياء وماضيها ، كي لا يصدمك المستقبل معهم أن سقوطك غايتهم، لكن وبحسب أنا لم أتألم من السقوط ، ولا بعد المسافات ، ولا حدة الارتطام ، ما جعلني أتألم حقاً هو أنني كنت أثق باليد التي دفعتني سوء كان قريباً لنا ام غريباً عنا.
كلنا نعلم يا عزيزي أنا السقوط للأسفل مجرد “حادث ” أما البقاء في الأسفل هو “اختيار” وأن كانت نيتك صافية للبوح لأحدهم إن كان قريباً منك أو غريباً عنك ، فأنا للبوح ضريبة لا نحتمل تكلفتها.
كلنا مجبرون ياعزيزي علي كل هذا التعقيد و الكتمان لكن أنت لا تعلم ماذا تفعل كلماتك بأحدهم ، أنت ترحل وهي تظل مضيئة إما نورًا ، وإما نارًا ، لكن الخوف من الوحدة ، هو أكبر دافعاً يجعلك تعطي للناس قيمة كبيرة في حياتك وهم لا قيمة لهم لكن خوفك أكبر.
ولكن يجب عليك أن تعلم أن إذا كانت هناك قوة متبقية في داخلك ، فهي قوة التخلي دون إلالتفات ، لمن تسرب من بين يديك بكامل إرادته ، لمن جعلك تشعر بالقلق تجاه نفسك ،” واعلم أن الإنسانية رتبة لا يصل إليها كل البشر “.
لكن يا عزيزي الحياة أسهل بكثير من التعقيدات التي تواريت خلفها لسنوات ، والحلم البعيد الذي تركض وراءه دون أي إشارة للوصول ، لربما كان نهايته قبس من نور و ليس ظلامًا ، كما أعتقدت دائماً فلربما يوماً بيقين الوصول بداخلك تصل حقاً ، حينها سوف تتفاجأ بمن حولك ، تسقط الأقنعة عندما تنتهي وتصل لحلمك و لكن الدنيا تدور والوجوه تتقابل من جديد في ظروف مختلفه وعندها لن يكون هناك وقت لارتداء أقنعه جديدة فإنهم قد كشفوا .